الأربعاء، ٦ يناير ٢٠١٠

وفي كل يوم لي عظة وعبرة



إلي كل أساتذتي ومربيّ، الذين غيروا فيّ تغييرا جذريا وإن لم يلحظوه، لابحكم السن هم أساتذتي، ولكن بحكم ماقدموه لي من معانٍ ودروس وعبر.

ربما يستعجب البعض من مقالي، حيث أن شهرين اثنين مدة ليست بالكثيرة، لكنني تعلمت فيها مالم أتعلمه فى سنين، وتَغيَّرت فيها الكثير من صفاتي الشخصية والأخلاقية وحتي العاطفية.

لاتعجب من كلامي فلن يلاحظ الفارق، إلا انسان عرفني جيدا قبل دخولي الجامعة وبعدها، وقلما ستجد مثل هذا الإنسان، بل قل لن تجده، فلا يعرف حقيقتها –نفسي- إلا هي.

لاتسلني ماذا تعلمت ولاكيف ولامتي، فهذا أمرٌ يطول شرحه، وفي كل يوم لي عظة وعبرة، من كل موقف، من كل كلمة، بل من كل نظرة.....فقط منهم، من هؤلاء الذين ربوني.

علموني كيف أضحي، كيف أخلص، كيف أجود.

علموني المعني الحقيقي للأخوة، وأسمي وأعظم معاني الإيثار.

علموني كيف أحمل الهم، بل كيف أحمل العبء وإن لم يُلقَ عليّ.

علموني كيف أوازن العواطف، وكيف أزن الكلام.

علموني كيف أتكلم، كيف أضحك، كيف أبتسم، بل كيف أصمت.

علموني متي أخفي، ومتي أبدي، متي أقسو، ومتي أحنو،بل متي وكيف أجمع بينهما.

علموني كيف بالأخلاق أرقي، وبالله أ ُعزُّ، وبغيره أ ُذل.

علموني كيف أعَلـِّم، كيف أعطي، وكيف لاأنتظر.

وقبل كل هذا علموني كيف أتعلم، وكيف أستفيد من كل مواقف الحياة، حتي الشوكة أشاكها، فمنها دروس وعبر.

علموني أشياءا استطعت أن أحصيها فى الأوراق، وأخري نُقشت فى جدار القلب بكلمات من دم، علموني بقصد أو دون قصد، لكني تعلمت.


ولو أن واحدا منهم ظن أني أبالغ فأنا أستطيع أن أحصي له ماقدَّر الله لي أن أحصي من دروس، وأما ماسهوت عنه، فليغفر الله لي، فإني أسأت حفظ الدروس.

ربما لايشعر الأخرين بما تعلمت، بل ربما لايشعر أساتذتي نفسهم بما كتبت، ولكني ماأردت إلا أن أرد الفضل لأصحابه، وإن كان هناك الكثير الكثير ممن أفضالهم عليّ لكني لست أحسب كلماتي تصلهم.

والله لولا أني أعلم أن كل فرد منهم قد يغضب مني، لقبَّلتُ يديه وسط الناس أجمعين، أنا لاأبالغ، لكني سأخسر كثيرا إن فارقتهم، أو باعد بيننا الزمن.

ترددت كثيرا فى نشر هذا المقال....لكنني عزمت أمري وتوكلت.

كيف أخجل من ذكر أفضال أساتذتي، بل كيف أبخل على الآخرين بأن يعلموا أسمائهم.....أشدُّ ماندمت عليه، أني لم أتعرف عليهم منذ بعيد، فيامن كنتَ قريباً منهم، أنت فى نعيم لست تدركه إلا بعد فوات الأوان، فلا يَفُتْك كله.

(سامحَ الله من أراد يوما أن يحرمني من معانقتكم العطرة.)

إلي كل أساتذتي.......أنا آسف على المقال، ومن قبله آسف على التقصير، وآسف على ظنون كثيرة قد خيبتها......




هناك ١٥ تعليقًا:

  1. السلام عليكم

    شيئ جميل أن تعترف بالجميل وترد الفضل لأصحابه .. لكن الأجمل فعلاً شعورك ودافعك للتعلم من كل من تقابله , كبر أم صغر
    يكفيك هذا الشعور لكى تحيى حياة متزنة وفى سكينة وطمأنينة تنبع من داخلك وتفيض بها على من حولك

    حقاً .. من يحرص على الاستفادة سيجدها فى كل خطوة أمامه مهما كان الزمان والمكان والشخص .. سينسى نفسه مع هذا الشعور .. وسيضع كل الحواجز والعوائق جانباً .. لأن له هدفاً واضحاً وجميلاً ... هذه نعمة من الله لا يدركها كثيرون ـ الا من رحم الله
    ..............

    تذكر دائماً : " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " ..
    أدام الله عليك نعمة الفهم وزادك حرصاً وهدى وأصلح حالك وبالك

    تقبل تحياتى

    ردحذف
  2. كلام جميل .. ربنا يسعدك يا أحمد
    هو مين بقى اللي ما أشبه مقالتك بمقالته ؟
    و توقيعك ع التصميم حلو أوي

    ردحذف
  3. من وحي الألم:
    وحتي كيف أتعلم ومتي أتعلم....تعلمتُها منكم
    فجزاكم الله عني خير الجزاء.


    أنس علاء:
    إنه أنت أخي.
    إنت صاحب المقالة، وكمان إنت ال علمتني إزاي أوقع.
    :D :D :D

    ردحذف
  4. ("هو مين بقى اللي ما أشبه مقالتك بمقالته؟")

    أنس.....إنت بتخش على الفيس بوك؟؟!!!!!

    ردحذف
  5. بيخش على الفيس بوك بحسابات أخرى !!!!!!!
    لزوم المتابعة والمراقبة وأشياء أخرى

    ردحذف
  6. جميل انك تعلمت هذه الأشياء
    و لكن لا تعتقد انك تعملت كل شئ
    و لا تعتقد انك ستتعلم كل شئ
    فسوف تتخرج من الجامعة
    و ما زال ينقصك الكثير و الكثير

    ردحذف
  7. صحيح....
    يظل الانسان حتي الموت يتعلم.

    ردحذف
  8. بالفعل يا شقير انت بارع في التعلم كما انت بارع ايضا في تعليمة للناس
    ربنا يعينك ويوفقك

    ردحذف
  9. اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا

    اللهم إني أسألك علما لايُنسي....

    ردحذف
  10. سعدت كثيرا بأن ضممتنى إلى من ترغب فى اطلاعهم على أفكارك وأعدك أنى ٍأتابعك كما حرصت على ذلك فيما قبل

    أشرف فهمى

    ردحذف
  11. ( يا بن القتيل ) دائما ما كان يسمع هذا النداء .كان فى بادء الأمر يحتار فيه ...هل هو سبة أم هو تعريف أم يقصد به شيئ فى نفس قائله عجزت عينه عن رؤيته وأذنه عن سماعه .تتخبطه الأفكار وكأنه على وشك الإبداع الذى يعصف بمفكر شارفت سنوات عمره على المائة وهو بعد فى العاشرة .
    هل يدرك مناديه تلك الدوامة التى يلقيه بها إثر هذا النداء؟؟..أم أن إعتياد الشيئ أفقده معناه المتلازم لحروف تجمعت فصاغت قالبا يحكمه أينما حل أو ارتحل ؟؟
    ماذا فعل هذا الكهل حتى يقتل ؟ وهل ذنبى أن أبى قد قتل ؟؟؟متى ينسى كل من حولى تلك الحادثة ؟؟
    أخذ يقلب تلك الأسئلة بينه وبين نفسه حتى غالبته دموعه التى انهمرت فحالت بينه وبين رؤية ذلك الجرف من قمة جبل يجهل اسمه كان يحب الجلوس عليه وحيدا كى يتذكر أيامه الأولى فهوى من علِ واستقر جسدا يخلوا من طاقة الروح عند سفح المنحدر فصار ابن القتيل قتيلا .

    ردحذف
  12. ربنا يسامحك ياأستاذي
    كلمتني مرة وبعدين نستني

    ليك وحشة مؤلمة والله

    ردحذف
  13. انا بكيت لما قريت الموضوع ده .. مش عارف ليييييييييه

    أنا تعباان

    ردحذف
  14. لله درك فارسنا كم نشتاق اليك

    ردحذف
  15. الله يرحمك

    ردحذف